تسوس الأسنان : الأسباب وطرق العلاج والوقاية أحسن دواء

تسوس الأسنان: الأسباب، المراحل، العلاج، وطرق الوقاية المتقدمة

يُعد *تسوس الأسنان (Dental Caries)، أو ما يُعرف طبياً بـ **نخر الأسنان، أحد أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في العالم. إنه ليس مجرد "ثقب صغير" في السن، بل هو عملية تدمير تدريجية تبدأ على مستوى المجهر وتتطور لتصل إلى قلب السن، مسببة الألم الشديد وفقدان الأسنان. فهم هذا المرض ثلاثي الأبعاد—الأسباب، المراحل، والوقاية—أمر حيوي للحفاظ على **صحة الفم* مدى الحياة.

أولاً: الأسباب والآلية العلمية للتسوس

*التسوس* هو نتاج لتفاعل معقد يحدث عندما تتوافر ثلاثة عوامل رئيسية تُعرف بـ *"مثلث التسوس"*:

1. البكتيريا المسببة (البلاك)

البكتيريا التي تسبب التسوس هي في الغالب *العقدية الطافرة (Streptococcus Mutans). تتجمع هذه البكتيريا وتكون طبقة لزجة شفافة تسمى **البلاك (Plaque)، والتي تلتصق بسطح **مينا الأسنان*.

2. الكربوهيدرات والسكريات (غذاء البكتيريا)

عندما يتناول الشخص السكريات، تهضمها البكتيريا وتطلق منتجاً ثانوياً: *الأحماض. تستهدف هذه الأحماض **مينا الأسنان، مما يؤدي إلى إذابة المعادن الأساسية. هذه العملية تسمى **إزالة التمعدن (Demineralization)*.

3. السن (السطح المضيف)

مدى قوة *مينا الأسنان* يلعب دوراً. تبدأ الأحماض في إذابة المعادن من المينا، وإذا لم تتم موازنة هذه العملية بواسطة اللعاب، تتشكل فجوة صغيرة تتحول إلى *نخر*. الأماكن المعرضة بشكل خاص هي الأخاديد العميقة على الضروس وبين الأسنان.

ثانياً: الأعراض والمراحل التطورية للتسوس

التسوس لا يحدث بين عشية وضحاها، بل يمر بعدة مراحل. تظهر الأعراض عادة عندما يصل النخر إلى الطبقات الداخلية.

المرحلة	الوصف والتأثير	الأعراض الشائعة
*1. المرحلة المبكرة* (بقعة بيضاء)	تبدأ إزالة التمعدن من المينا. تظهر بقع بيضاء طباشيرية على السن.	لا يوجد ألم، يمكن عكس الضرر بالفلورايد.
*2. تسوس المينا*	يتكون ثقب فعلي (نخر) في الطبقة الخارجية الصلبة.	عادةً *بدون ألم*، يتطلب حشواً.
*3. تسوس العاج*	يخترق التسوس طبقة العاج الليِّنة (تحت المينا)، وهي حساسة.	*حساسية خفيفة إلى متوسطة* للحلويات، الباردة أو الساخنة.
*4. تسوس اللب (العصب)*	يصل النخر إلى حجرة اللب حيث الأعصاب والأوعية الدموية.	*ألم شديد ومستمر* لا يزول، ألم ليلي.
*5. تكون الخراج*	انتشار العدوى البكتيرية إلى نهاية الجذر وتكون جيب من القيح (خراج سني).	*تورم* في اللثة/الوجه، حمى، ألم شديد عند العض.

ثالثاً: خيارات العلاج المتاحة

يعتمد العلاج على مدى تقدم *نخر الأسنان* وعمقه:

• *علاج المراحل المبكرة (الفلورايد):* في مرحلة البقعة البيضاء، يمكن استخدام *الفلورايد* المركز (هلام أو طلاء) للمساعدة في *إعادة التمعدن*.
• *الحشوات (Fillings):* العلاج الأكثر شيوعاً. يتضمن إزالة الجزء المتسوس وملء التجويف بمادة حشو (مثل الراتنج المركب بلون السن).
• *تيجان الأسنان (Crowns):* تُستخدم عندما يكون *تسوس الأسنان* واسعاً ولا يمكن للسن دعم الحشوة. يتم تغطية السن بـ "غطاء" لاستعادة قوته.
• *علاج قناة الجذر (Root Canal Treatment):* يُجرى عندما يصل التسوس إلى اللب. يتضمن إزالة اللب المصاب، تنظيف القنوات، وختمها، ثم وضع تاج لحماية السن.
• *خلع الأسنان (Extraction):* الملاذ الأخير للحالات المتقدمة جداً من الخراج، ويتطلب تعويض السن المفقود.

رابعاً: الوقاية المتقدمة من التسوس

الوقاية هي أفضل استثمار لصحة الفم. يجب دمج العناية المنزلية بالتدخلات الطبية الدورية:

1. العناية المنزلية اليومية:

• *تنظيف الأسنان مرتين يومياً:* استخدم معجون أسنان يحتوي على *الفلورايد* لمدة دقيقتين.
• *خيط الأسنان:* استخدمه *يومياً* لإزالة البلاك من بين الأسنان.
• *التعديل الغذائي:* الحد من تناول السكريات المتكررة والمشروبات الحمضية بين الوجبات.

2. التدخلات الوقائية في عيادة الأسنان:

• *الفحوصات والتنظيف الدوري:* زيارة طبيب الأسنان كل 6 أشهر للتنظيف الاحترافي.
• *المواد السادة للشقوق (Dental Sealants):* تطبيق مادة واقية على الأسطح الماضغة للضروس لمنع تراكم البكتيريا.
• *العلاج بالفلورايد الموضعي:* تطبيق جرعات مركزة لتقوية *مينا الأسنان*.